في مثل هذا الوقت من كل عام، تتجدد آمال الخليجيين، بسبب عقد قمة قادة دول مجلس التعاون، التي تستضيفها أبوظبي غداً، وليس سّراً أن تطلعات مواطني دول الخليج فاقت إنجازات المجلس حتى الآن.
حاولت عبر موقع المدونة الـ(تويتر) التعرف إلى بعض تطلعات مواطني دول مجلس التعاون، الأسبوع الماضي، حين سألتهم: ماذا تتمنون من هذه القمة؟ ومن بين الردود الكثيرة كان رد المواطن الكويتي براك البابطين، الذي طالب بالاهتمام بالنقل العام في المنطقة، والحد من الدعم الحكومي للكهرباء، وطالب القطري رائد العمادي بميزانيات للصحة والتعليم، تفوق ميزانيات شراء الأسلحة، أما البحريني يعقوب السليس، فيريد تعاوناً خليجياً في مجال الثقافة، من جهته طالب مستخدم الـ«تويتر»، الإماراتي المعروف بالبارون-،11 بإعطاء أبناء المواطنات الخليجيات جنسيات دولهم، خصوصاً إن كان الأب مواطناً خليجياً، وطالب مستخدم الـ«تويتر»، المعروف بالإماراتي، بعلاج ظاهرة التركيبة السكانية.
في الحقيقة هي مطالبات كثيرة، ولكن لا ينبغي لنا أن نتناسى إنجازات المجلس، فاليوم يستطيع معظم مواطني مجلس التعاون السفر بين دول المجلس باستخدام بطاقة الهوية، وكان هذا النظام مستخدماً بين الإمارات والسعودية، حتى بروز خلاف نحن على ثقة بقدرة القادة على معالجته، وأتمنى أن تكون زيارة الأمير نايف، وزير الداخلية السعودي، مدخلاً لإعادة تفعيل ذلك النظام. ومع أنه لاتزال توجد عوائق إدارية تقف في طريق التفعيل الكامل للاتحاد الخليجي الجمركي، إلا أنه أسهم في إنماء التجارة البينية منذ البدء به عام 2003 من 30 مليار دولار إلى 70 مليار دولار العام الماضي، والأرجح أن يقوم قادة مجلس التعاون بالموافقة على مشروع السكة الحديد الخليجية، بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار، ينتهي في عام .2017 ولو أن مشروع العملة الخليجية المشتركة انتهى فعلياً بخروج الإمارات، وقبلها عمان، إضافة إلى الأزمة التي تعصف باليورو، إلا أنه توجد مجالات كثيرة أخرى للتعاون.
من بين تلك المجالات التي أود أن أتقدم باقتراحها، مشروع السفارة المشتركة، على طراز سفارة دول شمال أوروبا المشتركة. ففي عام 1999 تم افتتاح سفارة في برلين، تمثل النرويج والسويد والدنمارك وفنلندا وإيسلندا. تستطيع دول الخليج أن توفر مبالغ مالية كبيرة، وتفعّل التعاون المشترك الذينطمح إليه دائماً، فبالإضافة إلى الخدمات الدبلوماسية، تستطيع دول الخليج الترويج للعادات والثقافة الخليجية عبر تلك السفارات المشتركة، وإضافة إلى ذلك أتمنى أن تفعّل دول الخليج تأشيرة زيارة مشتركة للسياح ورجال الأعمال، على طريقة «فيزا الشنغين» الأوروبية. توجد اليوم تأشيرة زيارة مشتركة بين عمان وقطر، ربما يكون بإمكان دول أخرى في الخليج أن تنضم إليها، أتمنى أيضاً تفعيل قانون استثمار مشترك بين دول المجلس، يشجع على جلب الاستثمار الأجنبي الذي تراجع في العام الماضي إلى 50 مليار دولار من 60 مليار دولار في عام .2008
التحديات التي تواجه دول الخليج عديدة ومشتركة، منها إيجاد فرص عمل للشباب، تحديات بيئية وتعليمية، الحفاظ على حقوق العمال، ظاهرة ما يسمى «الإسلامفوبيا» أو الخوف من الإسلام في الغرب. وفي الآونة الأخيرة بدت تحديات جديدة، منها الأمن الغذائي، وتأمين مصادر المياه، جميعها تحديات نستطيع أن نتغلب عليها بشكل أفضل مشتركين، عوضاً عن كل دولة على حدة.
سينتظر مواطنو دول الخليج من القادة أكثر من بيان خجول يحفظ ماء الوجه، فالتحديات التي نواجهها اليوم ليست خجولة على الإطلاق.
This article was originally published in Emarat Alyoum on December 05, 2010. A screenshot of the article can be downloaded Here.