حتى للمتابع عن بعد، أصبحت خطوات إمارة أبوظبي نحو إنشاء اقتصاد معرفي واضحة ومتميزة. فقد أنشأت أبوظبي، في السنوات القليلة الماضية، مدينة مصدر المستقبلية، ومعها معهد متطور بالمشاركة مع جامعة «إم اي تي» المعروفة، بالإضافة إلى إنشاء أفرع لجامعات عالمية منها السوربون وانسياد وجامعة نيويورك. ستشهد الساحة الثقافية في أبوظبي أيضاً إنشاء متاحف عريقة منها متحف اللوفر والغوغنهايم، بالإضافة إلى متحف الشيخ زايد. ولكن رحلة أبوظبي في إنشاء مجتمع مبني على الثقافة والمعرفة بدأت منذ عقود مع إنشاء جامعة الإمارات في عام ،1976 أوالمؤسسةأالمفضلةأ لدي، وهي المجمع الثقافي، الذي أنشئ عام 1981 تحت مسمى المكتبة الوطنية، التي تضم أكثر من 400 ألف كتاب. حظيت في الأسبوع الماضي بفرصة الاستماع إلى مجموعة مميزة من الشباب أوالشابات أالإماراتيينأوهم أيتحدثونأ عنأ تطبيقهم «رؤية أبوظبي 2030» التي أطلقها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي للعاصمة، وأعجبت بسردهم للخطوات التي تتبعها دوائرهم كل على حدة لجعل تلك الرؤية واقعاً. أولنتمكن من تحقيق حلم تكوين اقتصاد معرفي متكامل ينبغي لنا أن نؤسس شبكة تربط بين كل تلك الخطوات والمؤسسات اللامعة كي لا تعمل كل منها بمفردها. ينبغي لتلك المؤسسات أن تتواصل مع بعضها بعضاً أولاً، ومن ثم مع مؤسسات ذات علاقة في الدولة، والعالم العربي، وأخيراً مع مؤسسات حول العالم. إن كنا نؤمن بأن الثقافة مصدر قوة فهي أيضاً مسؤولية عظيمة ينبغي أن نشارك بها الغير، وهو ما قامت بفعله أبوظبي عبر إنشاء محطة «ناشيونال جيوغرافيك» العربية، والمجلة التي تم اطلاقها أخيراً، اللتين تمكنتا من إيصال كم هائل من المعرفة والثقافة العالية الجودة للمتلقي العربي.وقريباً سيبدأ بث مسلسل رسوم متحركة باسم «كابتن كريم وقطار الحكايات» الذي يحث الأطفال العرب على القراءة ويشجع آباءهم وأمهاتهم على القراءة لهم بعكس الرسوم المتحركة السيئة التي يشاهدها أطفالنا هذه الأيام المليئة بالزعيق والنعير. ويأتي إطلاق هذه الرسوم المتحركة ضمن مشروعات مجتمع ابتكار المحتوى العربي الإعلامي والترفيهي في أبوظبي المعروف ب 45ن. فتمكّن أبوظبي من استيعاب كم هائل من المعلومات والمعرفة والثقافة ونشرها باللغة العربية، يعد نجاحاً يفتخر به العالم العربي بأسره. لإنشاء الشبكة المتكاملة ينبغي حث المسؤولين في المؤسسات المذكورة أعلاه على التواصل مع بعضهم بعضاً عبر لقاءات دورية بينهم، وينبغي أيضاً مشاركة مجتمع أبوظبي ومجتمع دولة الإمارات في نشاطاتهم مثلما تفعل جامعة نيويورك ـ أبوظبي ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية عبر سلسلة ناجحة من المحاضرات التي يلقيها خبراء واخصائيون، مفتوحة الدعوة، ليعم الخير ونتمكن من الوصول إلى أهداف «رؤية أبوظبي 2030» النبيلة لبناء اقتصاد معرفي بأسرع وقت ممكن.
This article was originally published in Emarat Alyoum on October 10, 2010. A screenshot of the article can be downloaded Here.