أعرف أن ما سأكتبه قد يجلب لي الكثير من الانتقادات، ولكنني تعودت على ذلك مع مرور كل هذه الأشهر. والحقيقة هذا الموضوع مثير للجدل مهما حاولنا محاكاته بدبلوماسية، وأقصد هنا موضوع انقطاع الكهرباء المتكرر في الإمارة الباسمة. فعلى مدى أسابيع عدة مضت تعرّض مقيمون ومحال تجارية إلى انقطاعات تجاوزت الـ12 ساعة في اليوم ما أدى إلى مصاعب نفسية وجسدية ومالية قدرت بـ 500 مليون درهم.هيئة كهرباء الشارقة لديها أساليب عدة لحل هذه المعضلة بالإضافة إلى رفع أسعار الكهرباء للأجانب كما فعلت أخيراً. فمثلاً يدفع المواطنون الكرام 7.5 فلوس للكيلوواط في الساعة بالمقارنة مع 30 فلساً للأجانب فيما تعد التكلفة للحكومة 65 فلساً. طبعاً هذا شيء مستحب للمستفيدين منه، ولكنه ليس بالأمر المقدور عليه من قبل الهيئة. بالإضافة إلى أنه لا يدفع أفراد بعض الأسر فاتورة الكهرباء. قد يظن البعض بأن هذا شيء جيد، ولكن الحقيقة أن من يحب لهذه الامارة الباسمة الخير لن يبخل عليها ولن يرفض أن يدفع تكاليف الكهرباء التي يستهلكها. فالأجدر أن يساهم جميع المواطنين في دفع التكاليف على الأقل بمستوى ما يدفعه الأجنبي تجنباً للإحراجات التي نمر بها الآن.
أيضاً قد نحتاج إلى خطة راديكالية لتوفير الكهرباء كاطفائها من الخارج في وقت الضرورة عن المباني الحكومية والمساجد في الليل وحتى الشوارع البعيدة غير المستخدمة كثيراً. فقد تحتاج تلك الأمور إلى مراجعة جدية.
ولكي تظل هذه الامارة وجهة المستثمرين الأجانب والمواطنين على حد سواء يجب أن تنتهي محنة الأشخاص الذين يعانون من انقطاع الكهرباء. وكلامي هذا سيفهمه من لديهم نظرة بعيدة المدى لجلب المستثمرين والمقيمين وقد يرفضه آخرون لأسباب معينة.
أيضاً لا أفهم سبب اندفاع الإمارات لربط الوطن بشبكة دول الخليج المجاورة قبل أن نربط شبكات الكهرباء بين الامارات الشقيقة. أليس من الاولى تفعيل الربط داخل الدولة قبل أن نربطه خارجها.
المسؤولية هنا تقع ليس فقط على عاتق هيئة كهرباء ومياه الشارقة، ولكن على المستهلك المحلي سواء كان مواطناً أم أجنبياً. فحتى الأجانب الذين تجدهم حريصين على البيئة واستهلاك الكهرباء في بلدانهم هم أقل حرصاً عليها هنا. وأصبح بعضهم ينافس الاماراتيين على من يستطيع الاسراف أكثر. فمثلاً البعض منا لايطفئ محرك سيارته عند نزوله لشراء حاجات من محطات الغاز. قبل أسبوعين فوجئت عندما اجتمعت مع صديق لمدة 30 دقيقة وعندما مشينا إلى سيارته اكتشفت بأنه لم يطفئ محركها والمكيف طوال ذلك الوقت لأن «الجو حار». كيف نغير عادات استهلاك الطاقة إن كان استهلاك المواطنين في جميع هيئات الكهرباء في الإمارات مدعومة من قبل الحكومات؟
يقال إن الأوقات الصعبة تتطلب قرارات صعبة ولا أرى أنا أوقاتاً أصعب لبعض العائلات والمؤسسات التجارية مما يمرون بها الآن.
This article was originally published in Emarat Alyoum on October 04, 2009. A screenshot of the article can be downloaded here.