لطالما افتخر الإماراتيون بطبيعتهم السمحاء وترحيبهم بكل مخلص ارتأى أن يسمي أرض الإمارات بلده بالتبني، حتى قبل إعلان الاتحاد المجيد قبل نحو 40 سنة، كان عدد لا يستهان به من الأجانب يقطنون في الإمارات نستفيد من خبراتهم وكانت العلاقة بيننا كما هي الآن مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في معظم الحالات على الأقل. ولكن بعد مرور أربعة عقود على الاتحاد ألم يحِن الوقت لنا لنعتمد على خبراتنا المحلية حين تكون مماثلة لخبرات الأجنبي، أفأصبحت الإمارات تنافس الدول المتقدمة في أمور كثيرة مثل التعليم العالي وغيره من المجالات، فبفضل سياسات الدولة يتخرج كل سنة في الجامعات المحلية مواطنون في مجالاتأ مختلفةأ كالاقتصاد والهندسة.في العام الماضي أقيم معرض بصالة ترافيك في دبي لتصاميم معمارية أنتجها طلبة من الجامعة الأميركية في الشارقة، من بين تلك التصاميم مشروع مدينة زاريتاون للمواطن أحمد إبراهيم العلي الذي يراعي التضاريس المحلية واتجاه الرياح والظل لتخفيف درجات الحرارة، وقد حاز هذا المشروع الرائع جائزة مؤسسة هولسيم السويسرية للتصاميم المعمارية الصديقة للبيئة عام .2008 وفي العام الماضي حصل خريج آخر من الجامعة الأميركية في الشارقة وهو خالد النجار على جائزة أفضل مصمم معماري في الشرق الأوسط في مسابقة آركاتكت ميدل إيست، وقامت مجلة وولبيبر العالمية باختيار خالد عام ،2007 كأحد المهندسين المعماريين الشباب الذين يستحقون المتابعة في العالم، وكان العربي الوحيد في اللائحة.
وأصبح الإماراتي الشاب واصل صفوان خريج جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا المقيم في العين من النجوم اللامعة في الإمارات بسبب مهاراته المعمارية التي تخطت فن الهندسة لتصل إلى فن من نوع آخر ألا وهو الرسم التجريدي. ويقوم واصل في المناسبات العالمية التي تحتضنها الإمارات مثل سباقات الفورمولا1 بالرسم الحي على إحدى السيارات كجزء من الفعاليات وهو مرتدٍ الزي الوطني. وقامت اللجنة المنظمة للجناح الإماراتي في إكسبو شنغهاي الحالي باختيار واصل ومجموعة أخرى من المواطنين ليمثلوا الإمارات في هذا الحدث المهم. ولكن حين قرأت المزيد عن جناح الإمارات في إكسبو شنغهاي أصابني إحباط شديد، فلسبب ما تم تصميم الجناح الإماراتي بتكلفة 77 مليون درهم من قبل المصممأ البريطاني اللورد (أو الشيخ) نورمان فوستر. وكان الشيخ نورمان فوستر قد حاز أيضاً شرف تصميم متحف الشيخ زايد على جزيرة السعديات التي ستضم متاحف بتصاميم فرانك جيرهي الكندي، زها حديد العراقية ـ البريطانية، تاداو آندو الياباني وجان نوفل الكندي. في الحقيقة ما يربط هؤلاء الأشخاص المحترمين جميعهم هو أنه لا يوجد إماراتي من بينهم. فهل يا ترى نعاني نحن في الإمارات من عقدة الخواجة؟ هل كل ما هو غريب وأجنبي أفضل من المحلي؟ وهل يعرف الأجانب وطننا (وبعضهم من لم يقم حتى بزيارة إلى الإمارات) أكثر من المواطنين المعماريين ليقوم بتصميم مشروعات تمثل الإمارات في الخارج والداخل؟ حان الوقت لنثق بالكوادر المواطنة في جميع المجالات التي لن أذكرها لتفادي الحساسية والتي نراها في جميع الإمارات يوماً بعد يوم، مراعاة الأجنبي واحترامه لا ينبغي أن يدفعانا إلى إهمال الكوادر المواطنة حين تثبت جدارتها.
في النهاية أضحكني ما قاله منسق جناح الإمارات في «إكسبو شنغهاي» (ليس إماراتياً هو الآخر) بأن المشروع يعكس الإمارات بشكلها الحقيقي، لاشك عندي في ذلك على الإطلاق.
This article was originally published in Emarat Alyoum on May 09, 2010. A screenshot of the article can be downloaded Here.
