«كإماراتي لابد أن أكون، بل وكل إماراتي، أكثر حساسية لاحتلال جزء من الإمارات من أي أرض عربية أخرى، وإلا سيكون المرء كمن يكذب على نفسه». هكذا عبر الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات في المجلس الوطني الاتحادي عن مشاعر الإماراتيين تجاه الجزر المحتلة. في الحقيقة لم تأخذ قضية الجزر حقها في الثقافة العامة والمدرسية في الإمارات وحتى أن البعض منا تجاهلها وللأسف. أخبرني عبدالله وهو رجل يبلغ الثمانين من العمر بأنه حينما تم اللجوء إلى جمال عبدالناصر قبل احتلال الجزر لم يُعر الأمر أي اهتمام، وتذكرت المثل الشعبي «ما يحك جلدك إلا ظفرك».
وقال لي أحمد، إماراتي تربى في جزيرة أبوموسى إنه درس في المدرسة المختلطة هناك في أوائل السبعينات وكان عدد الطلبة بها ،400 ولكن الآن يوجد بها 150 فقط بسبب سياسة قوات الاحتلال الإيراني بتشجيع الهجرة. كانت «أبوموسى» تضم عوائل إماراتية مختلفة من ضمنها السويدي، والمهيري والمزروعي وحتى أن جدتي أمضت وقتاً في الجزيرة لزيارة بعض أقاربها منذ عقود عدة. ومن بين العوائل الإماراتية التي كان لها مصالح اقتصادية في «أبوموسى» عائلتا خانصاحب وقرقاش اللتان كانت مؤسسة الوادي الذهبي التابعة لهما تتاجر في ما يسمى بالمغر أو أكسيد الحديد الأحمر الذي يعتقد بعض الإماراتيين أنه استخدم في إنشاء الطريق الأحمر الذي يربط قصر باكنغهام في لندن بميدان الطرف الأغر. وكما ذكرت «الإمارات اليوم» الخميس الماضي، فإن الرحلة إلى «أبوموسى» تستغرق اليوم أربع أو خمس ساعات، ولكن الدخول ليس مضموناً حتى لمن ولدوا على الجزيرةأ «فإيران تريدنا أن ننسى عن الجزر» على حسب كلام أحمد.
ومن المثير للمتابعة ردة فعل المجتمع الإماراتي تجاه تصريحات شخصية مثل الشيخ عبدالله بن زايد حين تكلم بالواقعية والشفافية التي عهدناها منه وقال إنه لا فرق بين احتلال إسرائيل للأراضي العربية واحتلال إيران للجزر. فانتقل موضوع الجزر إلى الصفحات الأولى من الجرائد وتم نقاشه على البرامج الإذاعية والتلفاز. وكما تثير القدس عواطف كل مسلم، وفلسطين عواطف كل عربي، تثير الجزر الإماراتية عواطف كل إماراتي. فـ«أبوموسى» بسكانها هي بمثابة ملف القدس، من دونها لن تكون هنالك علاقات مثالية بيننا وبين إيران.
نستطيع في الإمارات أن نستفيد من درس جزيرة أبوطينة التي اشتهر اسمها في العالم عبر الإنترنت بسبب حملة أطلقت للفوز بمسابقة عجائب الدنيا الطبيعية السبع الجديدة، حيث قفزت أبوطينة من المرتبة الأخيرة إلى المرتبة الحادية عشرة. نستطيع أن نستخدم الأساليب التقنية الجديدة والدعاية الإيجابية نفسها لنشر التوعية عن الجزر بين المواطنين والعالم.أ
ومن المهم أن نثني على سياسة الإمارات المتوازنة التي تطالب باسترجاع الجزر من إيران عبر الحوار أو اللجوء الى التحكيم الدولي. وللأسف لا تتجاوب إيران مع هذه المطالب العقلانية.
موضوع الجزر يجب أن يدرّس في المدارس ويناقش في المجالس، ويوجد حتى على مواقع الإنترنت الحكومية والسفارات الإماراتية.
كإماراتي من واجبك أن تنصر هذه القضية، وتكون كما قال الشيخ عبدالله بن زايد أكثر حساسية تجاهها من أي قضية أخرى، هذا من واجبك، كإماراتي. فما يحك جلدك إلا ظفرك.
This article was originally published in Emarat Alyoum on April 25, 2010. A screenshot of the article can be downloaded here.