سجّلت دولة الإمارات إنجازات كبيرة في الـ12 شهراً الماضية كسباقات الفورمولا واحد وافتتاح مترو دبي. ولكن قد يكون ما حدث خارج حدودنا له أكبر تأثير في الدولة. هناك شخص واحد له حصة الأسد في كل ذلك، يعمل بجهد وإخلاص لوطنه وسجل ما هو في رأيي أهم سنة في تاريخ الدبلوماسية الإماراتية. بدأ الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات السنة بزيارة إلى سورية حيث التقى الرئيس بشار الأسد في يناير ثم إلى الكويت وألمانيا والولايات المتحدة للتوقيع على اتفاقية الطاقة النووية. في فبراير زار الشيخ عبدالله قطر والأردن وعمان والسعودية والبحرين وروسيا البيضاء، واستضاف وزراء خارجية الدول العربية. في مارس مثّل الإمارات في اجتماع الدول العربية مع دول أميركا اللاتينية بعد قمة الدوحة. ثم زار اليمن، والسعودية، وسورية وأفغانستان ومصر حيث التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون واستضاف نظيريه الأسترالي والإيراني. قام في شهر أبريل بزيارة تاريخية إلى دول إفريقيا منها النيجر، مالي، ساحل العاج، كيب فيرد، غامبيا، نيجيريا، تشاد وبوركينا فاسو، وزار اليابان حيث تبرعت الإمارات لباكستان بـ300 مليون دولار في مؤتمر الدول المانحة.أكمل الشيخ عبدالله جولته الإفريقية في شهر مايو، حيث زار مقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا في إثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وكينيا والمغرب ولايبيريا ثم إلى إسبانيا وليتوانيا وفنلندا ولبنان والبرتغال. عيّن الشيخ عبدالله أربعة مساعدين له في ذلك الشهر ليعاونوه في مجال الاقتصاد والقانون والسياسة والمهام المتخصصة. توصّل الشيخ عبدالله إلى اتفاقية تاريخية مع فرنسا في ذلك الشهر تمكّن دولة الإمارات من استخدام السفارات الفرنسية مقراً لدبلوماسييها حيث لا توجد سفارة إماراتية.
كان شهر يونيو مليئاً بالزيارات، حيث سافر الشيخ عبدالله إلى كوريا الجنوبية وبروناي وبنغلاديش والنيبال، والمالديف. ثم اتجه إلى أوروبا لزيارة هنغاريا وهولندا وسلوفينيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك وإستونيا وكرواتيا وقبرص وتركيا وبلغاريا وأرمينيا واليونان وجورجيا، ثم إلى ليبيا والكامرون وجنوب إفريقيا. كان دافع استضافة الإمارات لمقر منظمة الايرينا للطاقة المتجددة خلف العديد من تلك الزيارات مع دافع تحسين العلاقات الدبلوماسية. والحمد لله تمكنت الإمارات من الفوز بشرف استضافة مقر المنظمة وتغلبت على ألمانيا والنمسا.
لم يتوقف جهد الشيخ عبدالله حيث قام في شهر يوليو بزيارة باكستان وأذربيجان. وفي شهر أغسطس، زار الشيخ عبدالله الصين مع سمو ولي عهد أبوظبي. وفي شهر سبتمبر، زار نيويورك أيضاً مع سمو ولي عهد أبوظبي، حيث قابلا الرئيس أوباما وتحدث في الأمم المتحدة عن استراتيجية الدبلوماسية الإماراتية في سنة لا تشبه غيرها.
في أكتوبر، زار الشيخ عبدالله كلاً من المكسيك، وكوبا وكولومبيا والإكوادور ونيكاراغوا وبنما والبرازيل وتشيلي والأورغواي وارجنتينا البيرو وجمهورية الدومينيكان. زار أيضاً في شهر نوفمبر، المغرب ثم بريطانيا مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد رئيس الوزراء حيث قابلا رئيس الوزراء غوردن براون، وأفغانستان حيث زار قواتنا هناك. في هذا الشهر سافر إلى البحرين لحوار المنامة، والكويت لحضور قمة مجلس التعاون، وبلجيكا حيث قابل أمين عام الناتو.
والجدير بالذكر أن كثيراً ما يتقابل الشيخ عبدالله مع السفراء العرب عند زياراته في بادرة تعكس سياسة الإمارات الأخوية مع اشقائها العرب.
تمكّن الشيخ عبدالله من فعل كل ذلك وحضور اجتماعات مجلس الوزراء واستضافة وزراء خارجية من أنحاء العالم كافة. لدى الشيخ عبدالله فريق عمل ساهم بشكل فعال في كل تلك الإنجازات من بينهم الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ومعالي ريم إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة والدكتور سلطان الجابر المدير التنفيذي لمدينة مصدر والسيد خالد الغيث وسفراؤنا في الخارج. بلا شك فإن الشيخ عبدالله هو أكثر وزراء خارجية الإمارات سفراً وقد يكون عنصر الشباب لديه قد أسهم في ذلك، ولكن الحقيقة هي أن عزيمة الشيخ عبدالله في تمثيل الإمارات بأفضل أسلوب خارجياً تمثل أكبر دافع خلف هذا المجهود الجبار. لهذا السبب تكون في رأيي سنة 2009 هي سنة الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات النشط والذي لا مثيل له.
This article was originally published in Emarat Alyoum on December 20, 2009. A screenshot of the article can be downloaded here.